اسواق مترددة بفعل عوامل متضاربة

ارباح "جي بي مورجن" الفصلية تراجعت بنسبة 6.6%  وهذا اثقل على قطاع البنوك. البنك الدولي خفّض توقعاته للنمو العالمي على خلفية المخاطر المحيطة بمنطقة اليورو واليابان ، كما في بعض البلدان النامية. بيانات التجزئة الاميركية سجلت تراجعا فاق التوقعات فاقفلت البورصات الاوروبية على تراجع.
 البيج بوك الصادر عن الفدرالي الاميركي صدر على نبرة غير تشاؤمية وتحدث عن تراجع اسعار النفط على اساس انه عامل مريح لبعض القطاعات من المستهلكين الاميركيين ومثقل على سواها. محتواه نفّس بعض الاحتقان الذي تحكم بالاسواق في ساعات التداول الاولى، فاستعادت المؤشرات الاميركية بعض خسائرها قبل موعد الاقفال.
بيان البنك الدولي المتشائم اثار موجة من القلق على ان تكون الايجابيات المتحققة من تراجع اسعار النفط مرشحة للزوال بفعل  بيئة اقتصادية هزيلة مضافة الى مخاطر الانكماش في اكثر من منطقة واحدة.
ويبقى امل الاسواق قائما اتكالا على السيولة الموعودة من البنك المركزي الاوروبي المقرر اجتماعه في ال 22 من الشهر الجاري. صمود البورصات الاوروبية والاميركية مرده بالدرجة الاولى الى هذا العامل المنتظر انعكاسه ايجابا عليها.
الملفت في هذه الاجواء كان ارتفاع اسعار السندات الاميركية وتراجع فوائدها الى مستويات قياسية غير مسبوقة نتيجة لبحث المستثمرين عن الامان خشية من تراجع الاقتصاد العالمي . فائدة سندات ال 30 سنة بلغت بتراجعها لاول مرة ال 2.393% ترافقا مع مستويات قياسية متراجعة للسندات الالمانية والفرنسية المعتبرة حتى الان ملاذات آمنة بامتياز.
ان المستثمرين الكبار، وعلى راسهم صناديق التقاعد، يبحثون باستمرار عن مواضع الاستثمار المؤمنة لعوائد افضل ومتمتعة بموثوقية امان جيدة. 
الى ذلك لا بد من الاشارة الى كون ارتفاع اسعار السندات هي على علاقة باقتراب موعد شراء المركزي الاوروبي للسندات لان البعض يخطط لارتفاعات اضافية لها في حال بدء المركزي بهذه الشراءات.
واليورو؟
هلع متراجعا اثر الاعلان عن قرار المحكمة الاوروبية القاضي بتسهيل مهمة المركزي الاوروبي وعدم التصدي لها. التراجع كان مؤقتا جدا والارتدادة الصعودية المؤقتة جاءت بتشجيع من البيانات الاميركية الضعيفة التي اثقلت عل ىالدولار.
ارتدادة صعودية مؤقتة لليورو وكل ارتدادة ستبقى - على الارجح - محدودة ، والى ان تنجلي صورة المواعيد الاوروبية المهمة في ال 25 من الشهر الجاري.
والدولار؟
على موعد مهم جدا اليوم وغدا. انها بيانات التضخم بقطاعي اسعار المنتجين والمستهلكين. ان تراجعا جديدا للاسعار لا بد ان يثير موجة من القلق على مستقبل الاقتصاد الاميركي ايضا على اساس ان الانكماش سيكون ظاهرة المرحلة ، وعلى المستوى العالمي . هذا سيقلل من حظوظ رفع الفائدة الاميركية هذا العام، وسيكون مثقلا على الورقة الخضراء التي ستفقد حتما بعضا من بريق اخضرارها الذي اكتسبته في الاشهر الماضية. 
اليوم والى جانب بيانات اسعار المنتجين للولايات المتحدة في ال 13:30 جمت سنتبلغ ايضا طلبات اعانة البطالة ومؤشري ال "بي ام اي" للتصنيع لمنطقتي نيويورك وفيلادلفيا.
رئيس المركزي الالماني سيتحدث في ال 16:15 واليورو سيصغي الى الحدث. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق